من هو فيتاليك بوتيرين مؤسس الإيثريوم؟

بداية حياة فيتاليك بوتيرين

وُلِد فيتاليك بوتيرين (Vitalik Buterin) في 31 يناير 1994 في كولومنا، روسيا. انتقل إلى كندا مع عائلته وهو في السادسة من عمره فقط، وبدأ مسيرته التعليمية هناك.

بدأ بوتيرين اهتمامه بالرياضيات وعلوم الحاسوب في سن مبكرة. خلال سنوات دراسته الثانوية، قُبل في برنامج للطلاب الموهوبين. خلال هذه الفترة، ازداد اهتمامه بالرياضيات والبرمجة تدريجيًا، وبدأ يكتسب معارف في مجالات مثل التشفير والاقتصاد.

قاده فضوله الأكاديمي إلى اكتشاف البيتكوين و تقنية البلوكشين في سن مبكرة. أثناء دراسته في جامعة تورنتو، كتب لمجلة العملات المشفرة مجلة بيتكوين (Bitcoin Magazine) وبدأ يكتسب شهرة واسعة في هذا المجال.

الحياة الجامعية والإيثريوم

في عام 2013، عندما كان في التاسعة عشرة من عمره فقط، طوّر المفهوم الأساسي لإيثريوم، انطلاقًا من فكرة تحسين البنية الحالية للبيتكوين. آمن بوتيرين بأن البيتكوين يجب أن تتجاوز مجرد كونها عملة رقمية. تصوّر أن تقنية بلوكشين قابلة للبرمجة وتُستخدم في تطبيقات أوسع، لا في المعاملات المالية فحسب. تجسّدت رؤيته مع الإطلاق الرسمي لإيثريوم عام 2014.

صُممت ايثريوم ليس فقط كعملة مشفرة، بل أيضًا كمنصة للعقود الذكية والتطبيقات اللامركزية. ونُظمت حملة تمويل جماعي لتطوير الإيثريوم، جمعت أكثر من 18 مليون دولار.

في 30 يوليو 2015، أُطلقت النسخة الأولى من الإيثريوم، فرونتيير. أحدثت فرونتيير تأثيرًا هائلًا في عالم البلوكشين، وسرعان ما تبنى آلاف المطورين الإيثريوم.

دخول بوتيرين إلى عالم العملات الرقمية

1. اللقاء الأول مع البيتكوين والعملات المشفرة

تعرف فيتاليك بوتيرين على بيتكوين عام 2011 أثناء دراسته في جامعة تورنتو. دفعه اهتمامه بالرياضيات وعلوم الحاسوب إلى إجراء بحث حول تقنية البيتكوين. وفي خضم ذلك، أدرك بوتيرين أن البيتكوين ليست مجرد عملة رقمية، بل أداة ثورية لإنشاء نظام مالي لامركزي.

كان بوتيرين متشككًا في البداية بشأن هذه العملة الرقمية الجديدة. ومع ذلك، مع مرور الوقت، أدرك إمكانات هيكل البيتكوين اللامركزي وازداد اهتمامه بها. وعلى وجه الخصوص، كانت الأفكار حول كيفية عمل نظام بدون سلطات مركزية ونفعه للمجتمع تشغل تفكيره.

2. تأسيس مجلة بيتكوين ودور فيتاليك بوتيرين

مع تزايد اهتمام فيتاليك بوتيرين بتقنية البيتكوين، نلاحظ أنه بدأ يضطلع بدور أكثر فاعلية في عالم العملات المشفرة. لدرجة أنه سرعان ما أدرك أن الوصول إلى المعلومات كان محدودًا في مجتمع البيتكوين، وأن هناك حاجة إلى محتوى عالي الجودة وتحليل دقيق.

في هذا الصدد، أسس مجلة البيتكوين مع ميهاي أليسي عام 2011، بهدف توفير فهم متعمق لتقنية العملات الرقمية.

باعتبارها من أوائل المنشورات التي قدمت محتوى شاملاً حول العملات المشفرة، سرعان ما أصبحت Bitcoin Magazine مصدرًا مهمًا للمعلومات لمجتمع العملات الرقمية.

كتب فيتاليك بوتيرين، الشريك المؤسس للمجلة، مقالات تقنية وأخبارًا وتحليلات. واليوم، كما كان الحال عند تأسيسها، للمجلة هدف واحد: تعريف جمهور واسع بتكنولوجيا وإمكانيات البيتكوين ومنظومة العملات الرقمية بشكل عام.

3. أعماله الأولى في عالم الكريبتو

ركّز فيتاليك بوتيرين في أول أعماله في عالم الكريبتو على البيتكوين وتقنية البلوكشين. في مقالاته بمجلة البيتكوين، جادل بأن العملات المشفرة ليست مجرد أداة استثمار، بل هي أيضًا أمثلة على كيفية عمل الأنظمة اللامركزية.

ازدادت رغبة بوتيرين في توسيع نطاق هذه التقنية لتشمل تطبيقات أوسع مع إدراكه للقيود الحالية للبيتكوين. في عام 2013، طبّق معرفته وخبرته في العملات الرقمية والبلوكشين، وبدأ بتطوير منصة تتجاوز البيتكوين.

ولادة الإيثريوم: من الفكرة إلى الواقع

ظهور فكرة الإيثريوم

بدأت فكرة الإيثريوم عندما أدرك فيتاليك بوتيرين حدود البيتكوين. إيمانًا منه بإمكانية استخدام البيتكوين ليس فقط في معاملات العملات الرقمية، بل أيضًا في تطبيقات لامركزية أوسع، أراد بوتيرين توسيع إمكانات تقنية البلوكشين. وهكذا، تشكلت في ذهنه البنية الأساسية للإيثريوم كمنصة بلوكشين قابلة للبرمجة.

غرض الإيثريوم

الإيثريوم منصة لا تُمكّن فقط من معاملات العملات الرقمية، بل تُمكّن أيضًا من تطوير العقود الذكية والتطبيقات اللامركزية (dApps). وتهدف إلى ضمان إنشاء وتشغيل جميع التطبيقات التي تعمل على تقنية البلوكشين بطريقة لامركزية وموثوقة وشفافة.

عملية التطوير والتحديات

تسارعت وتيرة تطوير الإيثريوم مع إصدار ورقة بيضاء عام 2014، تلتها إطلاق الشبكة الرئيسية عام 2015. خلال هذه العملية، واجه بوتيرين وفريقه العديد من الصعوبات التقنية. وكانت مشكلات التوسع، والمخاوف الأمنية، وقيود التمويل هي التحديات الرئيسية التي كان لا بد من التغلب عليها مع تقدم المشروع.

الإيثريوم والعقود الذكية

تعريف وأهمية العقود الذكية

العقود الذكية هي عقود ذاتية التنفيذ، آلية، ومشفرة رقميًا. تُنفذ هذه الاتفاقيات تلقائيًا عند استيفاء شروط معينة، مما يسمح بإجراء المعاملات دون الحاجة إلى أطراف ثالثة.

ومن أهم ميزات العقود الذكية أنها شفافة وموثوقة وغير قابلة للتغيير. وبهذه الطريقة، يمكن إجراء معاملات قائمة على الثقة بين طرفين أو أكثر.

دور الإيثريوم في العقود الذكية

الإيثريوم أكثر من مجرد عملة رقمية، فهو مصمم لتطوير وتنفيذ العقود الذكية. يوفر بنية تحتية تسمح بتطوير التطبيقات اللامركزية والعقود الذكية. بفضل تكاملية تورينج في الإيثريوم، يمكن للمطورين إنشاء عقود ذكية معقدة وتطبيقات لامركزية (dApps).

استخدامات العقود الذكية في الحياة الواقعية

في الواقع، تُستخدم العقود الذكية في مجالات عديدة، مثل المالية والقانون والتأمين وإدارة سلسلة التوريد. على سبيل المثال، في قطاع التأمين، تُمكّن العقود الذكية من سداد المطالبات تلقائيًا عند استيفاء شروط معينة. أما في إدارة سلسلة التوريد، فيمكن مراقبة حركة المنتجات وإجراء المعاملات تلقائيًا عند استيفاء معايير معينة. وبفضل الإيثريوم، تُطبّق هذه الحلول المبتكرة بسرعة.

من ساهم إلهام فيتاليك بوتيرين؟

ألهمت أفكار وأعمال الأشخاص التاليين تشكيل رؤية فيتاليك بوتيرين وإنشاء الإيثريوم:

1. ساتوشي ناكاموتو

ساتوشي ناكاموتو هو مبتكر البيتكوين المجهول، ترك انطباعًا عميقًا لدى فيتاليك بوتيرين. أثار النظام اللامركزي الذي أنشأه ساتوشي في البيتكوين رغبة بوتيرين في إنشاء منصة أكثر شمولًا ومرونة في إيثريوم.

ساتوشي، من نواحٍ عديدة، مصدر إلهام كبير لي. ليس فقط لفكرة البيتكوين، بل للمبادئ والرؤية التي بُنيت عليها، وخاصةً التركيز على اللامركزية.

– فيتاليك بوتيرين –

2. وي داي

وي داي، المعروف بمفهوم العملة الرقمية الذي أطلق عليه اسم B-Money، يُعدّ هذا المفهوم من أوائل الأمثلة على العملات الرقمية اللامركزية. استلهم بوتيرين أفكار داي حول العملات اللامركزية، وزاد من اهتمامه بمبدأ اللامركزية، أحد المفاهيم الأساسية لإيثريوم.

3. هال فيني

هال فيني، أحد أوائل الداعمين للبيتكوين، واسم بارز في مجال الكريبتو. فيني، الذي نفّذ إحدى أولى المعاملات على شبكة البيتكوين، أصبح مصدر إلهام لبوتيرين. يُعدّ إيمان فيني بالأنظمة المالية اللامركزية وعمله في هذا المجال من العوامل التي أثرت على مسار بوتيرين في تطوير الإيثريوم.

4. ميهاي أليسي

ميهاي أليسي هو أحد الشركاء الذين أسسوا مجلة بيتكوين مع فيتاليك بوتيرين. وقد زاد تعاونه مع أليسي من اهتمام بوتيرين بمنظومة العملات المشفرة، وسرّع عملية الانتقال من بيتكوين إلى إيثريوم. كان أليسي أيضًا عضوًا في الفريق المؤسس لإيثريوم، ولعب دورًا هامًا في تحقيق رؤية بوتيرين.

5. نيك زابو

نيك زابو هو من قدّم مفهوم العقود الذكية. شكّلت رؤيته أحد الركائز الأساسية لإيثريوم. مستوحيًا من مفهوم زابو للعقود الذكية، صمّم بوتيرين إيثريوم ليس فقط كعملة مشفرة، بل أيضًا كمنصة لإنشاء تطبيقات لامركزية.

كانت فكرة نيك زابو للعقود الذكية أساسًا راسخًا لإيثريوم. وكان عمله مصدر إلهام لكل ما بنيناه.

– فيتاليك بوتيرين –

6. جوزيف لوبين

جوزيف لوبين هو شخصية أخرى لعبت دورًا في تطوير ونمو الإيثريوم. دعم لوبين بوتيرين كرائد أعمال تبنى المبادئ الأساسية للإيثريوم وآمن بإمكانيات هذه المنصة. أثّرت رؤية لوبين الريادية وإيمانه بالتطبيقات اللامركزية على قرارات بوتيرين في المراحل الأولى للإيثريوم.

الحياة اليومية وهوايات فيتاليك بوتيرين

بالإضافة إلى عمله الدؤوب في عالم العملات المشفرة، يُخصّص فيتاليك بوتيرين وقتًا لممارسة أنشطة متنوعة. ورغم شهرته بعبقريته التكنولوجية، إلا أن لديه اهتمامًا كبيرًا بالفن والفلسفة والقضايا الاجتماعية. يُفضّل الانخراط في أنشطة بعيدة عن الترف والبذخ، تُوفّر له مزيدًا من الرضا النفسي والروحي.

يستمتع بوتيرين بالتعرف على ثقافات وشعوب مختلفة، ويعشق السفر حول العالم واكتشاف أماكن جديدة. يحضر بانتظام مؤتمرات في بلدان مختلفة، ويُلقي محاضرات حول مستقبل تقنية البلوكشين، ويسعى خلال هذه الرحلات إلى التعرّف على الثقافات المحلية.

من شغف فيتاليك الكبير قراءة الكتب. يستمتع بشكل خاص بقراءة كتب تتناول مواضيع مثل التكنولوجيا والفلسفة وعلم النفس. من ناحية أخرى، يهتم بوتيرين أيضًا بالموسيقى، ويستمتع بالاستماع إلى الموسيقى الإلكترونية، ويحضر المهرجانات الموسيقية من حين لآخر.

مشاريع بوتيرين المجتمعية والاجتماعية

مشاريع المسؤولية الاجتماعية والتبرعات

يُفضّل فيتاليك بوتيرين استخدام جزء من ثروته لخدمة المجتمع. ويؤمن بوتيرين إيمانًا راسخًا بإمكانية استخدام العملات الرقمية، لا سيما في المشاريع الاجتماعية، وقد تبرع بملايين الدولارات للجمعيات الخيرية في الهند خلال جائحة كوفيد-19.

لقد تبرع بمبلغ كبير من الإيثريوم لمختلف المنظمات التي تركز على العلوم المفتوحة، والاستعداد للأوبئة، والمشاريع الإنسانية طويلة الأجل، وما إلى ذلك.

في عام 2021، تبرع بمبلغ كبير من شيبا إينو (SHIB) لصندوق الإغاثة الهندي من كوفيد-19، مما تسبب في ضجة كبيرة.

أهداف المشاريع الاجتماعية المستقبلية

يهدف بوتيرين إلى دعم المزيد من المشاريع في مجالات مثل التمويل اللامركزي (DeFi)، والرعاية الصحية، والتعليم، والمشاريع الإنسانية طويلة الأمد. ويؤكد أنه سيسعى مستقبلًا لاستكشاف إمكانات التكنولوجيا والعملات المشفرة في حل المشكلات الاجتماعية، ويخطط للتركيز على مشاريع تُعنى بكيفية استخدام تقنية البلوكشين في قضايا مثل حقوق الإنسان، والشفافية، والعدالة الاجتماعية.

الأسئلة الشائعة حول فيتاليك بوتيرين